اختلف العلماء في جنس إبليس، وكان الناس فيه فريقان
استدلّ القائلون بأنّ إبليس من الملائكة بالاستثناء الذي ذكره الله تعالى في مواضعَ عدّة من
كتابه الكريم، فقد استثنى
الله عز وجل إبليس من جملة الملائكة الذين أمروا بالسّجود لآدمَ وهذا يدلّ على أنّه
من الملائكة، كما استثناه ربُّ العزة
ممّا وصف الله به ملائكته من الطاعة في سجودهم لآدم حيثُ رفض الاستجابة لأمر الله
في السّجود، وهذا الاستثناء كذلك
يدلّ على أنّه من الملائكة، قال تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ
مِنْ الْكَافِرِينَ)، وقد ردّ هذا
الفريق على ما استدلّ عليه القائلون بأنّه من الجنّ وهو قوله تعالى: (إِلا إِبْلِيسَ كَانَ
مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) بأنّ
الجن كانوا حيّاً من أحياء الملائكة إلا أنّهم خلقوا من نار السَّموم بخلاف بقيّة الملائكة
الذي خلقوا من النّور، وقد كان
زعيمَ هذا الحي إبليسُ الذي كان رئيسَ ملائكة السّماء الدّنيا، كما كان من أشدّ الملائكة
اجتهاداً وعلماً، ولما رأى
إبليس ما بلغه من الشّرف والمكانة دعته نفسه إلى عصيان الله فمسخه الله شيطاناً رجيماً.