الصَّوْمُ في الإسلام نوع من العبادات الهامة
وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا وصِيامًا أيضًا، في اللغة:
مطلق الإمساك، و الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى حكاية عن
مريم: ﴿فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم:26] أي: إمساكاً
عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك
عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع
الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية». ولا يقتصر على صوم شهر
رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو
صوم شهر رمضان من كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم
القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل: المسنون المؤكد،
والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع
تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم
عيدي الفطر والأضحى.
والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي
في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن
المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن
صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع المسلمين، وهو أحد
أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه،
وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة
الفطر، وهو عند المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد
الخير. وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، بأدلة
منها قول الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ [البقرة:183]، وقوله
تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة:185]، وحديث:
«بني الإسلام على خمس..» وذكر منها: صوم رمضان، وحديث
الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي غيره؟ أي: صوم
رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر
رمضان من كل عام: فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير
مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح الصوم إلا من مسلم
عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس.