كما تعودت منا تأتى اليكم بكل ما هو المفيد واليوم نقدم لكم حديث
مهم يخص المرأة وكيفية التعامل معها وهو شرح حديث استوصوا بالنساء خيرا
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي رجال أمته من الأزواج والآباء والإخوة وغيرهم
بالنساء، فقال: (استوصوا بالنساء خيرا) أي اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وارفقوا بهن وأحسنوا
عشرتهن، وتواصوا فيما بينكم بالإحسان إليهن، ثم وضّح طبيعة خلقتهن حتى يكون ذلك أدعى
للعمل بتلك الوصية، فقال: (فإن المرأة خلقت من ضلع) إشارة إلى أن حواء خُلقت
من ضلع آدم الأيسر، واستعير الضلع للعوج أي: خلقن خلقا فيه اعوجاج، فكأنهن خُلقن من
أصل معوَج
، فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بمداراتهن والصبر على اعوجاجهن، (وإن أعوج شيء في الضلع
أعلاه)
أي أن أعوج ما في المرأة لسانها، (فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل
أعوج)
أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها، وفي هذا حث على
الرفق بهن،
وأنه لا مطمع في استقامتهن، (فاستوصوا بالنساء) ختم بما بدأ به
إشعارًا بكمال طلب الوصية بهن، وزاد التأكيد بالإظهار في محل الإضمار.
قال الإمام النووي: “فيه الحث على الرفق بالنساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن،
واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا مطمع في استقامتهن”، وقال القسطلاني
: “وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة المراه
بأخذ العفو عنهن والصبر على عوجهن، فإن من رام تقويمهن فاته ا
لانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاش”.