كنزي كثير وجميل جدا في ان هذا الكنز راح يغير حياتك الى سعاده وهي الاستغفار
فالاستغفار هو من اجمل الاشياء التي تغير حياتك وكمان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كل يوم 100 مره
لاستغفار معناه: طلب المغفرة من الله؛ قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ((يا ابن
آدم، إنك ما دعوتني
ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك
عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك
ولا أبالي، يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشـرِك
بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة)) [1].
أهمية الاستغفار:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل
المحبوب، ومن العمل
الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإن العبد
في كل يوم، بل في كل
ساعة، بل في كل لحظة يزداد علمًا بالله وبصيرة في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك
في طعامه وشـرابه ونومه
ويقظته وقوله وفعله، ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقَّها، فهو يحتاج
إلى الاستغفار
آناء الليل وأطراف النهار؛ بل هو مضطرٌّ إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد؛
لما فيه من المصالح
وجلب الخيرات ودفع المضـرَّات، وطلب زيادة القوة في الأعمال القلبية والبدنية”[2].
أما المستغفر بلسانه: وهو متشبِّثٌ بذنبه، مقيمٌ عليه مُصِـرٌّ عليه بقلبه، فهو لم يصدق في
استغفاره.
• الاستغفار في القرآن الكريم: لقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن:
1- فتارة يأمر الله تعالى عباده به، ويحثُّهم عليه، ويُحرِّضُهم عليه؛ كقوله عز وجل: ﴿
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]، ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6].
2- وتارة يمدح أهله ويُثني عليهم؛ كقوله تعالى: ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ
﴾ [آل عمران: 17]، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا
اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
﴾ [آل عمران: 135]، وقوله تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].
3- وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره؛ كقولـه تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ
يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].
4- وينادي الله تعالى عباده ويدعوهم إلى المسارعة إلى التوبة والرجوع إليه، فيقول تعالى: ﴿
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]،
وقال تعالى: ﴿ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾
[إبراهيم: 10].
5- ويحذر القرآن الكريم من اليأس والقنوط من رحمة الله؛ فيقول ربنا عز وجل: ﴿
قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56]، ويقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].
الاستغفار شعار الأنبياء والصالحين:
1- فها هو أبونا آدم وأُمُّنا حواء عليهما السلام لما خالفا أمر الله عز وجل
وأزلهما الشيطان، وأوقعهما في الخطأ، بادرا بالاستغفار والتوبة والندم ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ
لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
2- وها هو نوح عليه السلام حين سأل الله أن يُنجي ابنَه، عدَّ هذا السؤال
ذنبًا يُوجِب الاستغفار؛ بل خشـي من الخسـران بقوله: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ
أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود:
47].
3- وقال نوح عليه السلام: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
4- وموسى عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16]، وقوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا
فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151].
5- وإبراهيم عليه السلام يقول راجيًا مغفرة مولاه مُعَدِّدًا أفضالَه عليه: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ
يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ
يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 78 – 82].
6- ويونس عليه السلام يُنادي في الظلمات بقوله: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].
7- وسليمان عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ
مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35].
8- وداود عليه السلام يقول الله عز وجل في شأنه: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ
فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾ [ص: 24].
9- ويعقوب عليه السلام عندما أتى أبناؤه يطلبون المغفرة: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
[يوسف: 97، 98].
10- ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله، إني لأستغفرُ اللهَ، وأتوب إليه في
اليوم أكثر من سبعين مرة))[3].