السفية كلمة نسمعها في اللغة العربية ولا نعرف ما تحمله من معني وهذا ما سنوضحه
في التقرير
فأصل السفه في اللغة: نقص وخفة العقل والطيش والحركة.قال صاحب تفسير المنار:
والسَّفَهُ وَالسَّفَاهَةُ : الِاضْطِرَابُ فِي الرَّأْيِ وَالْفِكْرِ أَوِ الْأَخْلَاقِ . يُقَالُ : سَفَّهَ حِلْمَهُ وَرَأْيَهُ
وَنَفْسَهُ
. وَاضْطِرَابُ الْحِلْمِ – الْعَقْلِ – وَالرَّأْيِ : جَهْلٌ وَطَيْشٌ ، وَاضْطِرَابُ الْأَخْلَاقِ : فَسَادٌ
فِيهَا لِعَدَمِ رُسُوخِ
مَلَكَةِ الْفَضِيلَةِ. اهـ وأما في الشريعة: فقد تعددت عبارات الفقهاء في تعريف السفيه،
وخلاصة ما ذكروه: أن السفيه هو من يزيد في إنفاق ماله، ويضيعه على خلاف مقتضى
العقل أو الشرع فيما لا مصلحة له فيه، وباعثه خفة تصيب الإنسان من الفرح والغضب
، فتحمله على الإنفاق من غير ملاحظة النفع الدنيوي والديني. راجع الموسوعة الفقهية الكويتية.
ويكون السفه في:1- الأمور الدّنيويّة، ومن ذلك قول اللّه تعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ {النساء:5}
وقد عرّف الفقهاء هذا النّوع من السّفه فقالوا: يقصد به التّصرّف في المال بخلاف
مقتضى الشّرع والعقل بالتّبذير فيه والإسراف- مع قيام خفّة العقل- فالسّفيه إذن: هو
من ينفق ماله فيما لا يجب من وجوه التّبذير، ولا يمكنه إصلاحه بالتّمييز والتّصرّف فيه
بالتّدبير.
2- الأمور الأخرويّة، ومن ذلك قول اللّه تعالى: وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً
{الجن: 4}
وقوله سبحانه: أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ{البقرة: 13}قال الرّاغب: فهذا من
السّفه في الدّين.والسّفيه بهذا المعنى هو كما وصفه الكفويّ: ظاهر الجهل، عديم العقل،
خفيف اللّبّ، ضعيف الرّأي، رديء الفهم، مستخفّ القدر، سريع الذّنب، حقير النّفس، مخدوع
الشّيطان، أسير الطّغيان، دائم العصيان، ملازم الكفران، لا يبالي بما كان ، ولا بما هو
كائن أو
سوف يكون.