جميع النساء تحب ارتداء الخمار والعباءة باللون الاسود لانه لون يبرز جمال كل امراة ولون
مناسب
لجميع المناسبات سواء مناسبة للاحزان والافراح وغير ذلك ودائما يقول اصحاب بيوت الازياء ان
الاسود ملك الالوان وملك الموضة في زمان ومناسبة
قُل للمليحة في الخمار الأسود.. ماذا فعلت بناسك متعبد”، ربما سمعت يومًا أحد كبار الفنانين
يقول كلمات ذلكالشعر الشهير،
لكن لن تجد جميع من يردد هذه الكلمات علىعلم بقصتها ومن هو الشاعر صاحب هذه
الكلمات الجميلة والعذبة.المدينة المنورة
هى واحدة من أهم المدن التي خرج منها الشعراء فى عصور الجاهلية وكذلك ما بعد
الإسلام، وكان أحد تجارها على درجة كبيرة
من التعبد، وكان عمله اساسه بيع الخمار في سوق المدينة وكان يبيع جميع الألوان فوجد
أن النساء يقمن ب شراء جميع
الألوان وتأبى أن تشتري الأسود منها حتى تراكمت لديه الكثير من البضاعة ذات اللون الأسود،
فحزن لذلك حزنًا شديدًا لركود
البضاعة، فأشار إليه أحدهم وقال: إذا أردت أن تبيع خُمرك فاقصد مسكين الدارمي فهو خلاصك”
ومن هنا كان الحل . و الشاعر
ربيعة بن عامر الدارمي، الذي لُقب بـ”مسكين الدرامي”، عاصر في فترة الخلافة الأموية، كان معروفًا
بين كبار الشعراء، ولكنه
التزم في أواخر حياته على العبادة والصلاة والزهد، حتى حدث له هذا الحادث الطريف، وهو
معرض قصتنا وموضوعنا .ذهب التاجر
إلى “مسكين دارمي” في المسجد، حكي عليه قصته، فما كان من إلا أن رفض معاونته
وكان مبرره لذلك أنه انقطع عن هذه
الأمور وزهد عنها، فقال له التاجر وقد ظهر الحزن عليه: أنا رجل غريب،وليس لي بضاعة
سوى هذا الحمل، ورجاه وشددعليه حتى
أقنعه، فخرج “مسكين” من المسجد وعمل هذه الأبيات وشهرها بين الناس، وهي:قل للمليحة في الخمار
الأسود .. ماذا فعلت
بناسك متعبدقد كان شمّر للصلاة ثيابه .. حتى قعدت له بباب المسجد ردي عليه صلاته
وصيامه .. لا تقتليه بحق دين محمد ردي
عليه صلاته وصيامه .. لا تقتليه بحق عيسى وأحمدلتكون هذه الأبيات أول إعلان ودعاية في
التاريخ،فانتشر بين الناس خبر أن
مسكين الدارمي رجع إلى مجونه وعشق فتاة ذات خمار أسود، فاسرعت النساء يشترين الخُمر السود،
وباعها التاجر بأضعاف
ثمنها،وعاد إلى دياره غانما مبتهجا، وعاد مسكين بدوره إلى تعبده.
قل للمليحة في الخمار الاسود
