وإذا أردت ما هو فوق ذلك كله وأبقى فإن التقوى والاستغفار يضمنان لك ما تريد،
قال تعالى: (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها
الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد، الذين يقولون ربنا إننا
آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار). وللاستغفار صيغ
كثيرة
وردت منها أدعية الأنبياء والمرسلين، وعلمنا منها رسولنا الكريم الكثير، فاستغفروا ربكم بما تطيقون وما
تحفظون وبكل ما تقدرون عليه من صدق وإقبال على الله، وكان صلى الله عليه وسلم
ينوع في طلب المغفرة، ويعدد الذنوب بأنواعها، فيقول
(اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر
لي جدّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخّرت،
وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على
كل شيء قدير)
وقد دلنا رسولنا الكريم على دعاء إذا قاله العبد موقنا به فمات من يومه قبل
أن يمسي كان من أهل الجنة، وإذا قاله في الليل حين يمسي موقنا به، فمات
قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة، وهذا الدعاء هو
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما
استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي،
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) وهذا الاستغفار لقب بسيد الاستغفار.