للبحر بين موجاته المتتالية رسائل متناغمة، تطرب
الأذن لسماع موسيقا الموجة الهادئة، وتنتعش العين
لرؤية الأمواج وجمال البحر.
يقول فاروق جويدة:
يَا بحرُ جئتكَ حَائرَ الوِجدانِ
أشكو جَفاءَ الدَّهرِ للإنسانِ
يا بحرُ خاصَمني الزَّمانُ وإنَّني
ما عدتُ أعرفُ في الحَياةِ مَكاني.
ويقول المتنبي:
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً
على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا
فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى
وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا
ويقول لطفي زغلول:
لأنَّكِ بَحرٌ بِلا أيِّ شَطٍّ، بلا أيِّ حَدِّ
نَزلتُ أُغالِبُ أَموَاجَهُ العَاتِيَاتِ، بِجَزرِي ومَدِّي
أُجَذِّفُ لَيلاً نَهارا…. فَأُنهِي مَسارَاً وأبدَأُ حَالَ انْتِهائِي مَسارَا
أَحُطُّ عَلى قَمرٍ خَلفَ هَذا المَدى يَتَوارى
وحِينَاً عَلى نَجْمةٍ أسْفَرَت وَجْهَهَا وتَعَرَّت جِهَارَا
وحِينَاً علَى جُزُرٍ بدَأَت مَوسِمَ الاصْطِيافِ
وعِيدَ قِطَافِ الرُّؤى والقَوَافِي
لأنَّكِ بَحرٌ هَجَرتُ البِحَارَا، وأعلَنتُ:
لا بَحرَ إلاَّكِ يُبْحِرُ فِيهِ شِرَاعِي، ويَرتَادُهُ فِي المَدارِ مَدارَا.