منوعات مفيدة

سمو الحب الرافعي , قصة روعة

سمو الحب الرافعي - قصة روعة سمو الحب الرافعي قصة روعة

قصة من الجمال والروعة سوف نعرضها عليكم من منادي في موسم الحج.

وقال المنادي في موسم الحج: (لا يفتى الناس إلا عطاء ابن أبي رباح) وكذلك كان
يفعل خلفاء بني أمية، يأمرون صائحهم في الموسم،

أن يدل الناس على مفتي مكة وإمامها وعالمها، ليثقلوه بمسائلهم في الدين، ثم ليمسك غيره
على الفتوى، إذ هو الحجة القاطعة لا

ينبغي أن يكون معها غيرها مما يختلف عليها أو يعارضها، وليس للحجج إلا أن تظاهرها
وتترادف على معناها.وجلس عطاء يتحين الصلاة

في المسجد الحرام، فوقف عليه رجل وقال يا أبا محمد، أنت أفتيت كما قال الشاعر:سَلِ
الُمفْتِيَ الَمكِّيَّ: هل في تَزَاوُرٍ … وَضَمَّةِ مُشتاقِ

الفؤادِ جُناحُ؟فقال: مَعَاذَ اللهِ أن يُذْهِبَ التُّقَى … تَلاصُقُ أكبادٍ بهنَّ جِراحُ!
فرفع الشيخ رأسه وقال: والله ما قلت شيئاً من هذا، ولكن الشاعر هو نحلني هذا
الرأي الذي نفثه الشيطان على لسانه، وإني لأخاف أن

تشيع القالة في الناس، فإذا كان غد وجلست في حلقتي فأغد علي، فأني قائل شيئا.وذهب
الخبر يؤج كما تؤج النار، وتعالم الناس أن عطاء

سيتكلم في الحب، وعجبوا كيف يدري الحب أو يحسن أن يقول فيه من غير عشرين
سنة فراشه المسجد، وسمع من عائشة أم المؤمنين،

وأبو هريرة صاحب رسول الله ﷺ، وإبن عباس بحر العلم! وقال جماعة منهم: هذا رجل
صامت أكثر وقته، وما تكلم إلا خيل إلى الناس أنه يؤيد

بمثل الوحي، فكأنما هو نجى ملائكة يسمع ويقول، فلعل السماء موحية إلى الأرض بلسانه وحيا
في هذه الضلالة التي عمت الناس وفتنتهم

بالنساء والغناء.ولما كان غد جاء الناس إرسالاً إلى المسجد، حتى أجتمع منهم الجمع الكثير: قال
عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار: وكنت

رجلا شابا من فتيان المدينة، وفي نفسي من الدنيا ومن هوى الشباب، فغدوت مع الناس،
وجئت وقد تكلم أبو محمد وأفاض، ولم أكن رأيته من

قبل، فنظرت إليه فإذا في مجلسه كأنه هو غراب أسود، إذ كان أبن أمة سوداء
تسمى (بركة) ورأيته أسود أعور أفطس أشل أعرج مفلفل الشعر،

لا يتأمل المرء منه طائلا، ولكنك تسمعه يتكلم فتظن والله أن هذه قطعة ليل تسطع
فيها النجوم، وتصعد من حولها الملائكة وتنزلقال: وكان

مجلسه في قصة يوسف عليه السلام، ووافقته وهو يتكلم في تأويل قوله تعالى: (وراوَدَتْه التي
هو في بيتها عن نَفسهِ. وغَلَّقَتِ الأبواب وقالت:

هَيْتَ لك. قال: مَعَاذَ الله. إنه ربيّ أَحْسَنَ مَثْواي. إنه لا يُفلِحَ الظالمون. ولقد هَمَّت
به وَهَمَّ بها لولا أَنْ رأَى بُرْهَانَ ربَّه: كذلك لِنَصْرفَ عنه السوء

والفحشاءَ)قال عبد الرحمن: فسمعت كلاما قدسيا تضع له الملائكة أجنحتها من رضى وإعجاب بفقيه الحجاز.
حفظت منه قوله: عجبا للحب!

هذه ملكة تعشق فتاها الذي ابتاعه زوجها بثمن بخس، ولكن أين ملكها وسطوة ملكها في
تصوير الآية الكريمة؟ لم تزد الآية على أن قالت:

(وراودته التي) و (التي) هذه كلمة تدل على كل امرأة كائنة من كانت، فلم يبق
على الحب ملك ولا منزلة، وزلت الملكة من الأنثى!وأعجب

من هذا كله (راودته) وهي بصيغتها للمفردة حكاية طويلة تشير إلى أن هذه المرأة جعلت
تعترض يوسف بألوان من أنوثتها لون بعد لون،

ذاهبة إلى فن راجعة من فن، لأنها من رودان الإبل في مشيتها، تذهب وتجيء في
رفق. وهذا يصور حيرة المرأة العاشقة، واضطرابها في

حبها، ومحاولتها أن تنفذ إلى غايتها، وكما يصور كبرياء الأنثى، إذ تختال وتترفق في عرض
ضعفها الطبيعي، كأنما هي شيْ أخر غير طبيعتها،

فمهما تتهالك على من تحب وجب أن يكون لهذا (الشيء الآخر) مظهر امتناع أو مظهر
تحير أو مظهر اضطراب، وإن كانت الطبيعة من وراء ذلك

مندفعة ماضية مصممة.ثم قال: (عن نفسه) ليدل على أنها لا تطمع فيه، ولكن في طبيعته
البشرية، فهي تعرض ما تعرض لهذه الطبيعة وحدها،

وكأن الآية مصرحة في أدب سام كل السمو، منزه غاية التنزيه بما معناه: إن المرأة
بذلت كل ما تستطيع في إغوائه وتصبيه، مقبلة عليه ومتدللة

ومتبذلة ومنصبة من كل جهة، بما في جسمها وجمالها على طبيعته البشرية، وعارضة كل ذلك
عرض امرأة خلعت أول ما خلعت أمام عينيه ثوب

الملك.)ثم قال (وغلقت الأبواب) ولم يقل (أغلقت) وهذا يشعر أنها لما يأست، ورأت منه محاولة
الانصراف، أسرعت في ثورة نفسها مهتاجة تتخيل

القفل الواحد أقفالا عدة، وتجري من باب إلى باب، وتضطرب يدها في الإغلاق، كأنما تحاول
سد الأبواب لا إغلاقها فقط.هذه ثلاثة أطوار يترقى

بعضها من بعض، وفيها طبيعة الأنوثة نازلة من أعلاها إلى أسفلها. فإذا انتهت المرأة إلى
نهايتها ولم يبق وراء ذلك شيء تستطيعه أو تعرضه

بدأت من ثم عظمة الرجولة السامية المتمكنة في معانيها، فقال يوسف: (معاذ الله) ثم قال:
(إنه ربي أحْسَنَ مَثواي) ثم قال: (إنه لا يفلح الظالمون)

وهذه أسمى طريقة إلى تنبيه ضمير المرأة في المرأة، إذ كان أساس ضميرها في كل
عصر هو اليقين بالله، ومعرفة الجميل، وكراهة الظلم. ولكن

هذا التنبيه المترادف ثلاث مرات لم يكسر من نزوتها، ولم يفتأ تلك الحدة، فإن حبها
كان قد أنحصر في فكرة واحدة اجتمعت بكل أسبابها في زمن

في مكان في رجل، فهي فكرة محتسبة كأن الأبواب مغلقة عليها أيضا، ولذا بقيت المرأة
ثائرة ثورة نفسها، وهنا يسود الأدب الإلهي السامي إلى

تعبيره العجز فيقول (ولقد همت به) كأنما يومي بهذه العبارة إلى إنها ترامت عليه، وتعلقت
به، والتجأت إلى وسيلتها الأخيرة، وهي لمس الطبيعة بالطبيعة لإلقاء الجمرة في الهشيم.

سمو الحب الرافعي

قصة روعة

سمو الحب الرافعي

سمو الحب الرافعي - قصة روعة -D8-B3-D9-85-D9-88 -D8-A7-D9-84-D8-Ad-D8-A8 -D8-A7-D9-84-D8-B1-D8-A7-D9-81-D8-B9-D9-8A -D9-82-D8-B5-D8-A9 -D8-B1-D9-88-D8-B9-D8-A9

 

السابق
ضروري الي استخدمت الثوم او زيت فاتيكا تدخل , وصفة سهلة لاحلي شعر
التالي
جميع انواع الموبايلات , كل شئ عن الهواتف المحمولة