كثير من الناس يحبون قراءة الرويات ومن اعظم ما قرأت روايةسلمته نفسي باحساس واليوم يضربني
برصاص.
ان: والله سارة… لو يصير فيك شي ما أدري وش بيصير فيني.. أخاف يغمى علي
.. انتي توأم روحي..
سارة: وهذا وقت يغمى عليك وأنا صاير فيني شي..
روان: وانت صار فيك شي عشان يغمى علي..
سارة: لا الحمد الله..
روان: تذكرين سارة… مرة وحده في حياتي عرفت انك انتي قد إيش غالية علي..
سارة:متى؟..
روان: لما صحتي أول مرة…كنت أحسبك قوية وما تهتزين بس لما شفتك بها لحالة عورني
قلبي..
روان حطتها على الجرح …ذكرتني باليوم اللي دخل علي فيها أبو عبد الرحمن لما قال
لي: سارة انتي ألحين كبرتي وصرتي في الإعدادية.. وأكيد تعرفين معنى الحياة..
سارة: يبه شفيك… تقصد أمي اللي ماتت..
أبو عبد الرحمن: لا أقصد أبوك اللي ما قد تكلمنا عنه..
استغربت وش جاب طاري أبوي ألحين…أنا صدق ما أعرف عنه شي.. بس الصورة اللي حطيتها
له في بالي انه مهاجر بلد ثاني…مدري من حط الفكرة براسي والا أنا مخترعتها بس
كنت مقتنعه فيها…
سارة: أبوي…تعرفون وينه..
أبو عبد الرحمن: إيه..أعرف وينه بس انتي لازم تعرفين القصة من الأول..
سارة: أنا مستعدة أسمعك..
أبو عبد الرحمن: طيب..في اليوم اللي أمك كانت في المستشفى عشان تولدك..كان أبوك في البيت
اللي يبنيه عشان تسكنون فيه…بس قدره الله انه كان في البدروم.. وطاح على راسه السقف…
ما ثبتوه زين وكان في بدايته..بس أبوك الله يهديه كان يبغى يشوفه..
سارة: مات هو بعد..
أبو عبدالرحمن: لا ما مات..عايش..
فرحت بس يا فرحة ما تمت لما كمل وقال: بس فقد الذاكرة كليا… وما عد
صار يتذكر أي شي… وبالأصح تحرك شي بمخه خلاه يصير مثل المجنون… أنا آسف على
هالكلمة..
سارة: لا ..لا تعتذر.. حتى لو كان عايش هو بالنسبة لي ميت لأن عندي أبو
وهو انت..
أبو عبد الرحمن: سارة أنا أبوك بالرضاعة… بس هو أبوك اللي دمه يمشي في عروقك..
سارة: ليش تقول لي هالكلام ألحين…كان خليتني على عماي..أخلي الصورة اللي رسمتها له في بالي..
أبو عبد الرحمن:أنا أقول لك عشان ما تتفاجئين من أحد غريب…
سارة[عدت جملته الأخيرة مستغربة]:من أحد غريب!!..
أبو عبد الرحمن: إيه…مدرستكم بتوديكم للمصحة…وانتي تبين تروحين وأخافــ ـ ـ ـ
قاطعته: حتى لو رحت المصحة…من وين بعرف إن هذا أبوي…
أبو عبد الرحمن: بتعرفينه بنفسك..[وش قصده..بحس مثلا إنه أبوي]..
أبو عبد الرحمن: أبي أك له يمكن يتحسن وترجع له ذاكرته..
قلت على طول: لا ..لا ما أبي أروح..
أبو عبد الرحمن:ليش؟..
سارة: بس كذا..ما أبي أشوفه..
وطلعت غرفتي بسرعة وسكرت الباب وراي وأنا أتنفس بقوة..التفتت لي روان وسألتني: وش فيك؟…
قعدت أناظرها وما تكلمت ولا همست بكلمة…روان خافت علي تحسب إني انطرمت.. قامت من مكانها
ومسكتني من كتوفي وهزتني..
روان: سارة بسم الله عليك..وش فيك كلميني…[هزيت راسي ما أبي أتكلم]..
روان: بأنزل أجيب لك موية…[وطلعت من الغرفة]..
انسدحت على السرير بتعب وغطيت وجهي بالمخدة..أكيد الكلام اللي قاله أبوي مو صحيح..أبوي مات…مات..مات..ما أبي
أفكر إنه عايش..دخلت روان علي ولفتني وقعدتني على السرير وعبت يدها مويه وكبتها على وجهي..شربتني..حسيت
إنها خايفه علي..
روان:سارة قلبي..قولي لي..وش فيك..أبوي وش قال لك..
ناظرتها وأخيرا تكلمت:ما فيه شي مهم..
روان: مستحيل هالكلام ما يدخل مخي..أنا أعرفك زين وانتي ما تهتزين أكيد فيه شي.. وشي
كبير بعد..
سارة: روان..تكفين أنا مرهقة خليني لو سمحتي..
روان: بكيفك..بس بذكرك..إذا ما علمتيني..بعرف بنفسي..
بصراحة أبي أشوفه إذا رحت الرحلة ..لأن ما أضمن نفسي أخاف أنهار قدام أبوي عبد
الرحمن وروان.. نمت وأنا أفكر..لو رحت المصحة..بعرف أبوي والا لا..
قمت الساعة ثلاثة ونص الفجر..ما قمت من تفكيري بالرحلة..قمت لأن الحلوة نايمة جنبي..وأنا من النوع
اللي ما يرتاح في السرير الا بلحالة..ابتسمت لما شفت روان بسابع نومه..كنها طفل صغير..كانت قول
لي: الله يعين زوجك أكيد بتنومينه في الأرض..
غسلت وجهي وقعدت أشوف دروسي اللي ما حليتها..لما خلصت فتحت الشباك وخليت الهوا يضرب وجهي
وأنا مستانسة..ونسيت إن اليوم بيكون عاصف في المصحة..
أذن الفجر وصليت..بعدين قومت روا: يا حماره روعتيني..
سارة: وانت لازم تصبحين علي بهالكلمة..
روان: لا والله صدق ارتعت..لا تسوين فيني كذا مرة ثانية..
سارة: طيب..من اليوم ورايح أنا مالي علاقة فيك انتي قومي نفسك بنفسك..
روان: لا تكونين سخيفة عاد..
سارة: لا والله عاد..يالله بس قومي صلي الفجر وتجهزي..
روان: بصلي..بس تو الناس على المدرسة..
سارة: والله بكيفك..إذا بترجعين تنومين ترى منيب مقومتك..حومتي كبدي..مغير كل يوم الصبح طقاق..شوفي لك صرفة
أنا
تعبت..
روان: خلاص.. إذا رجعت من المدرسة بشتري ساعة ترن عشان تقومني.. انتي لا تعبين نفسك[علت
صوتها على الجملة الأخيرة..تبيني أزعل بس طنشتها]..
سارة: وقعتي ورقة الموافقة..
روان: أي ورقة..
سارة: ورقة الموافقة على رحلة المدرسة للمصحة..
روان:إيـــــــــــــــه هذي الورقة..أنا خايفه ما أبي أشوفهم..
سارة: وش خايفه..معد صرتي نونو ترضعين..
روان: طيب [وحطت الورقة على الطاولة وعلامة صح على موافقة ثم وقعت على انها ولي
أمر]..
سارة: وتزورين بعد..
روان: تكفين عاد يعني أمي وأبوي بيعارضون..
سفهتها ودخلت الحمام..لبست مريولي وأول ما طلعت دخلت روان بعدي على طول.نزلت ولقيت الطباخة مسوية
الفطور من بدري..قعدت آكل بلحالي..وقتها كانت أمي حامل بجوري وفهده كانت تمشي..
أذكر البيت كان هادي..ما فيه إزعاج ولا صيحة ولا نجره إلا ـ ـ ـ طرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ.
.التفت لورا وشفت سلمان..
قلت: حرام عليك ليش كسرت الفخاره حقت روان..يا ويلك منها..
سلمان: تستاهل…أمس أقول لها حطي البلايستيشن على اثنين ومعية..
سارة: ألحين بتنزل وبتوريك نجوم الليل في عز الصبح..
سلمان: وش دعوة أنا خايفه منها..
هذا سلمان من يومه وهو عنيد وراسه براس روان..صح أحيانا يحطها فيني بس أنا مقدرة
مشاعره ..جلس يفطر معي..سمعنا بوري السيارة برا..
سلمان: خلصتي؟..
سارة: إيه..بأخذ شنطتي وبطلع..استناني في السيارة..
رحت وأخذت شنطتي وصوت لروان تنزل..ركبت السيارة..سلمان كان قاعد قدامي جنب السواق..لف علي بطريقة روعتني..
سارة:بسم الله..
سلمان: وين أختك..
سارة: مدري…هاه شفها جت..
كانت مبهدلة وشنطتها ما مسكتها زين وزرار قميصها ما تسكر بس كانت لابسه من تحتها
بلوزه ثانيه كان شكلها يضحك..
سارة: هههههههههههههههه…
روان: ما فيه شي يضحك..
سارة: كل يوم بسويها فيك..سكري زرارك..
روان[وهي تسكر زرارها]: السنة الجاية معد فيه.. كلنا بنلبس عبايات خلاص صرنا كبار في المتوسط..
[قلت أتطنز]:فرحانة مرة..معد فيه روحه للمصحات العقلية..
سفهتني وقامت تتطاق مع سلمان عشان الفخافره اللي كسرها.. كانت مسويتها للمدرسه والأستاذه متواعدتها إن
ما جابت العمل بتحط لها صفر بعلامتها..
وصلنا المدرسة…نزلت أنا وروان..ثم جا وقت الرحلة..كنت متوازنة طول الرحلة خليت روان ما تحس إن
فيني شي..كل غرفة دخلناها فيها 3أو 4مرضا وكل واحد حالته أسوأ من الثاني..كنا كثيرين ونمشي
في ممر واحد…لفيت وجهي للممر الثاني شفته فاضي وهادي..تسحبت بدون ما أحد يشوفني ودخلت الممر..شفت
غرفة وطليت من شباكها.. شفت الدكتور مع المريض وكأنهم يسولفون…كان المريض ظهره علي ما شفت
وجهه [يا ترى هذا أبوي] قطعت حبل أفكاري موظفة لما قالت: انت شو بتعملي هون..
لفيت وجهي لها وأنا منزله راسي ثم قلت: ولا شي..كنت أطالع بس..
رفعت راسي وشفتها..شفت نظراتها وكأنها كان ضايع لها طفل ولقته..
سألتني: انت ليكي مريض هون؟..
ما عرفت وش أرد عليها ولا وش أقول لها[أبوي هنا] فسكت وتجنبت أحط نفسي في
موقف محرج..