في ناس كثيره تحذف من هذه الروايات فان عبير لها روايات كثيره جدا وكبيره بدون
حذف هذه الروايات عبير الكامله القويه جدا التي تحب انك تستمتعي بهذه روايه
الفصل الأول
” اعذريني … عفوا . ”
ابعدت ميرديث نظرتها الحسودة عن العائلات التي تسلم على بعضها البعض في المدخل الطويل واستدارات
نحوالرجل الذي كان يتكلم مع انها كانت متأثرة جدا، اثارانتباهها الرجل الواقف امامها .هناك انسجام
رائع الجمال به من رأسه حتى قدميه .
كان يرتدي معطفا من الصوف الناعم يناسب لون عينيه الداكنتين اما الشال الحريري الانيق لونه
فاتح كلون شعره . وهذا ، مافاجأها ، كان يشبه لون الذرة . الوان متشابكة
منسجمة . امرمذهل .
سألت :
” هل يمكنني ان اساعدك ؟ ”
محاولة ان لا تجعله يشعر بدهشتها الواضحة في عينيها الزرقاويين .
تحدث بالانكليزية معها لأنه نظر الى قبعتها المصنوعة باليد ،ومعطفها الرخيص الثمن .
فهي مما لاشك فيه غير ايطالية ،قرر ذلك بوضوح ، لابد ان هذه المرأة هي
انكليزية !ابتسمت له ، فأنارت الابتسامة وجهها .
قال بنعومة :
” هل هذه الطائرة آتية من لندن ؟ ”
لم يعجب ميرديث ردة فعله لأن الناس عادة لا تبقى عدائية مع نظراتها الصديقة .
كان يتكلم بلهجة محايدة … لكي يخفي تحتها غضب قوي يسيطر عليه . اقتربت منه
اكثر ، وقالت :
” هذا صحيح . لقد عمت الفوضى في برنامج الطيران ، اليس كذلك
لقد تأخرنا في الوصول في الموعد اكثر من يوم بسبب عاصفة ثلجية عنيفة . ”
حاولت ان تعادل بأوزان الحقائب الست التي تحتوي ثيابها ، شعرت بمسكات الحقائب تترك اثرا
على يديها .
ادار الرجل الايطالي رأسه ، من الواضح انه كان يتذكر طباعه قال بحدة :
” شكرا لك . ”
كان يمسك بيده بطاقة وهو ينظر الى باب الخروج للقادمين وكأنه يتوقع ان يدخل منه
ألد اعدائه .
سألت ميرديث :
” لا اعتقد انك كنت بانتظاري ؟ ”
متمنية بحرارة ان لا يكون .
قال براحة :
” اه ، حسنا، لم افكر بذلك . ”
وهي تشعر بعدم الارتباك بسبب تصرفه الوقح . كان من المفروض ان ينتظرها احد ما
من قبل مصرف دو أورو ، وهذا الشاب الاشقر بالتأكيد لا يشبه موظف في مصرف
… مع انه قد يكون السينيور كورزيني .
اصبح وجهها حزينا فجأة ، وتطلعت الى الغرفة الخالية بقلق ، وتذكرت سبب مجيئها المعيب
.
الابتزاز . انه عمل مشين . مجرد التفكير به ، جعلت قدميها ترتجفان والحقائب تسقط
من يديها المتعبتين .
منتدى ليلاس
حاولت ميرديث يائسة ان لا تسقط ثيابها من الحقائب لتجد ان قدميها تنزلقان بسبب الثلج
الذي دخل الى القاعة .
” انتبهي ! ”
شعرت للحظة او اكثر بحماية يدين قويتين ثم سقطت فوقه وهي تشعر بالصوف الناعم لمعطفه
.
رفعت رأسها ، وهي تشعر بدفء في وجهها من جراء الصوف الناعم في معطفه ،
احست على الفور بنفس بارد كالثلج على جبينها . لابد انه مليء بالعضلات تحت تلك
الهالة من الاناقة المفرطة .
قالت معتذرة :
” آه ، كم هو مخجل ! إنني آسفة . ”
اصطدمت عيناها بنظراته الباردة :
” معطفك الجميل … ”
ارتجفت رموشها ، وابتعدت عنه لتلتقط اغراضها المتبعثرة ، وهي تعلم كم تبدو مرتبكة .
سألت بقلق :
” اعذرني … هل يحتاج معطفك لتنظيف ؟ ”
متمنية ان لا يرسل اليها الفاتورة . فلديها ما يكفي من المشاكل أمامها ، من
دون التفكير بصرف اية اموال اضافية من مدخراتها القليلة .
زاد وجهه تجهما ، وقال بلهجة غاضبة :
” نعم . ”
واخذ يدفع ببعض ثيابها في الحقائب .
رأت ثيابها امامه فقالت :
” ارجوك ، يمكنني ان افعل ذلك بنفسي … ”
وهي تشعر بالوضع السخيف الذي اوقعت نفسها به .
نظر اليها بتعالٍ ، لكنه استمر في حزم اغراضها ، وبداوجهه ينم عن استخفاف واضح
بها .
قال محذرا:
” راقبي اين تضعين قدمك في المستقبل . ”
وقف وهو يسند حقيبتين الى قدمه . انحنى يلتقط البطاقة التي كان يحملها ثم قال
غاضبا وهو ينظر حوله في القاعة الفارغة :
” هل انت اخر القادمين ؟ “منتدى ليلاس
” نعم ، لقد مزقت حقيبتي بسبب الحزام الحديدي . ”
ارادت ان تفسر له سبب توزع امتعتها على عدد كبير من الحقائب الصغيرة . ابتسمت
وهي تتذكر كم ساعدها المسؤول ثم قالت :
” اعطوني هذه الحقائب ، وقدم لي رجال الجمارك فنجانا في القهوة ، ومسحوا دموعي
و … ”