الشعر والأدب بشكل عام تعتبر مرآة لثقافة المجتمع الذي ينتجها فلكل عصر شعراءها
ولكل أمة كتابها كما تختلف وظيفة الشعر مع مرور الوقت
ولدت الحكمة والشعر معا منذ البداية
لا يزال العالم منقسمًا على مفاهيم ثقافية كثيرة ، لا يوجد لها تفسير شامل أو
ثابت ، ومنها الشعر ، ولكن من المتفق عليه أن أشكال الفن والأدب كالشعر أو
الموسيقى أو الرسم … إلخ.
تعتبر جميعها ترجمة إبداعية فائقة لما يتعرض له الشخص في وجه الحياة.
ربما كان الشعر هو أولهم ، إذ عرف الإنسان أنظمة الشعر بالملحمة ، والأسطورة (ما
توصلنا إليه حتى الآن) ، وهذا التدفق الإبداعي لم يتوقف على مر العصور.
وأما مصادر الحكمة في الشعر. إن تفرد الشعر عن الكلام العادي ، وشدة معناه مقارنة
بالنص النثرى ، اقتضت أن يكون مميزًا في أفكاره ، وأن يكون فريدًا في تقديمه.
لا نجد قصيدة جيدة تخلو من الحكمة ، لدرجة أن الحكمة كانت تقريبًا شرطًا من
شروط القصيدة في الشعر القديم ، بينما أصبحت أقل حضوراً في الشعر الحديث.
ونتيجة لاختلاف الأساليب الكلاسيكية ، إضافة إلى اعتماد أساليب أنسب للعصر الحديث ، إلا أن
ذلك لم يمنع حكمة الشعراء القدامى من أن تخلد في نفوس الشعوب.
الحكمة مقولة غليظة تتخذ شكل تعليم أو نصيحة
يقول العرب إن فلان حكيم عند مقابلته مجموعة من الصفات أبرزها ؛ حسن الرأي ،
والحصافة في تفسير الأمور ، ثم البصيرة في تحليلها ، والحكمة المرتبطة بالفلسفة.
حيث يعود أصل الكلمة إلى المعنى اليوناني (صديق الحكمة) ، وقد تأتيك الحكمة صراحةً ومباشرةً
كما في الشعر ، إذ قد تأتيكِ مبطنةً بعيدةً عن متناولكِ كما في النصوص الطويلة.
حيث ستحتاج إلى البصيرة والمعرفة لاستخراجها ، والحكمة لا تقتصر على أي أمر ، فلكل
محطة مقال (هذا قسم شعر لطرفة بن العبد).
حيث تجد الحكمة في الحرب والسلام ، وفي الصداقة والزواج ، وكذلك في المال والاقتصاد
والعمل … إلخ. لا شيء إلا الحكمة تطرق بابه ، وجعلته نصيبا منه.