لا تعاتِب حبيبكَ الذي ملَّ، فإذا مرض الحب مات العتاب. لا حق في العتاب إلا
لمن يحب. العتاب كالاهتمام لا نفعله إلا مع من
نحب، الذين لا نريد بقاءهم أقل شأناً من أن نعاتبهم. العتاب كالحب، فلا تعطيه لمن
لا يستحق. على قدرِ الهوى يأتي العِتابُ
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ، ألوم معذِّبي، فألومُ نفسي، فأُغضِبها، ويرضيها العذاب، ولو أنَي استطعتُ لتبتُ
عنه، ولكنْ كيف عن
روحي المتاب؟ ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى، ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب، ولو وُجد العِقابُ فعلتُ،
لكن نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب، يلوم
اللائمون، وما رأَوْه، وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب، صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي عليّ، وراجع الطَّرَب
الشباب، كأن يد الغرامَِ زمامُ
قلبي، فليس عليه دون هَوىً حِجاب كأَنَّ روايةَ الأَشواقِ عَوْدٌ على بدءٍ، وما كمل الكتاب
كأني، والهوى أَخَوا مُدامٍ لنا عهدٌ بها
ولنا اصطحاب، إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب. حقيقة المحبة أن
تهب لك لمن أحببت، فلا يبقى منك
شيء تقيم عليه العتاب. العتاب أصبح شائعاً كتلوث مُناخي بشع. وكانت حبيبتي لها نظرة عتاب
مستمرة تبقيك منتبهاً كي لا
تخطأ في حقها. بعد الفراق من نحب كل طرف يقول لست مخطأ ربما يكون هو
من أخطأ، وربما تكون هي من أخطأت لذلك، لا
مجال للعتاب بعد الفراق. وهل يجرؤ من كان حبه صادقاً بحجم الموت على عتاب من
كان حبه أرضي التضاريس