لقد وصف الله -سبحانه- حال الإنسان عند السّراء والضّراء وصفاً دقيقاً للطبيعة البشريّة، إذ يقول
-جلّ وعلا- في كتابه
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ* وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ
ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ
لَفَرِحٌ فَخُورٌ)
فالإنسان إن أصابته الضّراء بعد السّراء، يأس من زوالها، وجحد ما كان عليه من النّعم،
وبقي مهموماً بالضّراء.
وإن أكرمه الله بالسّراء بعد الضّراء ينسى كلّ حزنه، ويرتاح إليها، ويفخر بها أمام غيره،
وكأنّه قد ضمن دوامها وعدم قدوم الضّراء مرةً
أخرى في حياته، فالإنسان عند الشرّ جزوع متعجّل لا يصبر، وعند الخير منوعٌ يبخل بما
عنده، إلّا من أكرمه الله -سبحانه- بالصّبر
والثبات، فهؤلاء لهم الأجر الكبير