والاستغفار مجلبة للخير فهو سبب لنزول الغيث وتكثير الزرع وتوفر المياه، وهو جالب للنسل ونماء
في الرزق، قال تعالى في سورة نوح: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء
عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)
وأثر الاستغفار على القلب الذي تكالبت عليه الشبهات، وغشيته الشهوات، وتزينت فيه المحرمات وواجهته الفتن
العظيمة، هو أثر مضمون بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو هريرة
رضي الله تعالى عنه: (إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء؛ فإذا
تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زاد زادت حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي
ذكر الله: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}
والاستغفار عبادة تحقق لنا راحة البال وتشرح صدورنا، وتسكن نفوسنا، وتزرع الطمأنينة في قلوبنا يقول
عز من قائل: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى
ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير)
فوائد الاستغفار كثيرة لا تعد، وقد عرف العلماء للاستغفار العديد من الفوائد والثمرات والفضائل، وذلك
أخذاً من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بين أهم فضائل وثمرات
الاستغفار العديدة أنه فرج من كل كرب، ومخرج من كل ضيق لقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً ومن كل
ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب)